( عبد الله ـ السعودية .... )
س : أُريد أن أعرف هل صحيح أنّ للشيعة قرآناً غير هذا القرآن الموجود في البلاد الإسلامية؟ ويسمّونه بمصحف فاطمة.
ج : لقد أثار مصحف فاطمة عليهاالسلام حفيظة العديد من الكتّاب ، واتخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، باستغلال اسمه باعتبار أنّه يطلق عليه مصحف ، وجعله باباً لاتهام الشيعة بأنّهم لا يعترفون بالقرآن الموجود بين الدفتين ، والمتداول بين المسلمين قاطبة ، فيوقعون الناس في وهم : بأنّ مصحف فاطمة المذكور هو القرآن الذي يعتقده الشيعة.
وهنا لابدّ من معالجة هذه الشبهة التي أُثيرت حول مصحف فاطمة عليهاالسلام ، والضجّة المفتعلة التي يطلقها هؤلاء الكتّاب ، الذين ينقصهم الاطلاع الكافي والدقّة العلمية إن أحسنّا الظنّ بهم ، أو تنقصهم الأمانة والإنصاف ، فنقول :
أنّ الشيعة تعتقد بأنّ مصحف فاطمة عليهاالسلام ليس قرآناً ، بل القرآن هو ذلك الكتاب المنزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والمتداول الآن بين يدي المسلمين.
وأمّا مصحف فاطمة عليهاالسلام فهو مجرّد كتاب كتبه الإمام علي عليهالسلام ، ذكر فيه أخبار ما كان وما يكون التي نقلتها له فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وليس فيه آية من آيات القرآن الكريم ، كما صرّحت بذلك الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، نذكر منها :
١ ـ عن أبي عبيدة عن الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله خمسة وسبعين يوماً ، وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزاها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها ، وكان علي عليهالسلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليهاالسلام » (١).
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ١٧٣.