الوجود الأوّل قد تعنون وسمّي بأنّه محمّد صلىاللهعليهوآله ، ومن الملاحظ أنّه عند خلقه لم يكن هناك مخلوق آخر يوازيه ، حتّى يفرض أنّه صلىاللهعليهوآله قد أعطي ما كان بالإمكان أن يعطي غيره.
وبعبارة دقيقة وواضحة : إنّ المرتبة العليا والوحيدة لعالم الممكنات خلق وسمّي محمّداً صلىاللهعليهوآله ، لا أنّ التسمية والتعنون سبق إعطاء هذه المكانة السامية ، وفي الواقع أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله هو رمز المُثل والقيم الإلهية بشكل مجسّم في عالم الخلق ، والنموذج الحيّ الوحيد لكافّة الايجابيات في عالم الكون.
وهذا الرأي أيضاً قابل للتأييد بنصوص روائية كثيرة موجودة في مجامعنا الحديثة.
ثمّ لا يخفى أنّ النظريتين لا تتعارضان فيما بينهما ، بل نتمكّن من الجمع بينهما كما هو واضح بأدنى تأمّل.
( حسين أحمد مطر ـ البحرين ـ .... )
س : لديّ سؤال وهو : أنّ علماء أهل السنّة يفسّرون الآيات الأُولى من سورة ( عَبَسَ ) في الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، فيقولون : إنّ الرسول صلىاللهعليهوآله هو الذي عبس بوجهه وولّى عن ابن أُمّ مكتوم إلى نهاية الحادثة التي يروونها.
أمّا مرادي من حضرتكم الغالية : هل جميع أهل السنّة يقولون بهذا القول؟ وإذا وجد من يقول بخلاف هذا القول ، الرجاء منكم إرشادي إلى المصدر إن أمكن ، هذا ودمتم مسدّدين إن شاء الله لكُلّ خير.
ج : إنّ هناك جملة من كبار علماء السنّة ومفسّريهم ، لا يسلّم أنّ خطاب ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) متوجّه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، لأنّه ليس من صفات النبيّ صلىاللهعليهوآله العبوسة ، من هؤلاء :