ج : اعلم إنّ الإنسان العادي عاجز عن معرفة حقيقته ، فكيف به أن يعرف حقيقة غيره ، ولاسيّما حقيقة سيّد الرسل صلىاللهعليهوآله ، وقد روي : « يا علي ما عرف الله حقّ معرفته غيري وغيرك ، وما عرفك حقّ معرفتك غير الله وغيري » (١).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يا علي ما عرف الله إلاّ أنا وأنت ، ولا عرفني إلاّ الله وأنت ، ولا عرفك إلاّ الله وأنا » (٢) ، فكيف يمكن أن نعرف الحقيقة المحمّدية؟
( خالد ـ الجزائر ـ ٢٨ سنة ـ التاسعة أساسي )
س : أردت أن أسألكم عن ليلة العقبة ، حين قام مجموعة من المنافقين بمحاولة اغتيال النبيّ صلىاللهعليهوآله ، من هؤلاء القوم اللذين أرادوا اغتيال النبيّ؟ ولماذا أغلب الروايات المروية عن حذيفة أو غيره تقول فلان وفلان ، ولا تذكر الأسماء صراحة؟
ج : إنّ المجموعة التي تآمرت على تنفير ناقة النبيّ صلىاللهعليهوآله عند العقبة كانوا أربعة عشر شخصاًً ، وصفوا بالنفاق ، وقد عرفهم حذيفة من رواحلهم لأنّهم كانوا ملثّمين ، وعرّفه النبيّ صلىاللهعليهوآله بأسمائهم ، فكان ـ كما يقول ابن الأثير ـ صاحب سر رسول الله صلىاللهعليهوآله في المنافقين لم يعلمهم أحد إلاّ حذيفة ، أعلمه بهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وسأله عمر أفي عمّالي أحد من المنافقين؟ قال : نعم واحد ، قال : من هو؟ قال : لا أذكره ، قال حذيفة : فعزله ، فكأنّما دلّ عليه ، وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلّى عليه عمر (٣).
وعن أبي الطفيل قال : « كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس ، فقال : أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال : فقال
__________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٦٠.
٢ ـ مختصر بصائر الدرجات : ١٢٥.
٣ ـ أُسد الغابة ١ / ٣٩١.