( ياسمين ـ النرويج ـ .... )
س : لماذا حرّم الخنزير في القرآن الكريم؟
ج : لقد حرّم الله تعالى لحم الخنزير بقوله : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ ... ) (١).
ولا يُباح بحال من الأحوال لمسلم أن يتناول منه شيئاً ، إلاّ في حالة الضرورة التي تتوقّف فيها صيانة حياته على تناوله ، كما لو كان في مفازة ، ولا يجد طعاماً سواه ؛ وفقاً لقاعدة : أنّ الضرورات تبيح المحظورات ، المقرّرة في القرآن العظيم بقوله تعالى في الآية السابقة التي جاءت بتحريم الميتة ولحم الخنزير : ( مَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ... ).
وقال الله تعالى في موطن آخر بعد ذكر تلك المحرّمات : ( إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ) (٢).
وقد نقل الشيخ الصدوق قدسسره عدّة أحاديث حول علّة تحريم لحم الخنزير ، منها :
١ ـ عن محمّد بن عذافر عن بعض رجاله ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت له : لم حرّم الله عزّ وجلّ الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟
فقال : « إنّ الله تبارك وتعالى لم يحرّم ذلك على عباده ، وأحلّ لهم ما سوى ذلك من رغبة فيما أحلّ لهم ، ولا زهد فيما حرّمه عليهم ، ولكنّه تعالى خلق الخلق فعلم ما يقوم به أبدانهم وما يصلحهم ، فأحلّه لهم وأباحه ، وعلم ما يضرّهم ، فنهاهم عنه وحرّمه عليهم ، ثمّ أحلّه للمضطّر في الوقت الذي لا يقوم بدنه إلاّ به ، فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك » ، ثمّ قال : « وأمّا
__________________
١ ـ البقرة : ١٧٣.
٢ ـ الأنعام : ١١٩.