وذهاب البهاء ، قال النبيّ عيسى عليهالسلام : « من كثر كذبه ذهب بهاؤه » (١) ، وقد جُعل الكذب شرّ مفاتيح الشرّ ، قال الإمام الباقر عليهالسلام : « إنّ الله جعل للشرّ أقفالاً ، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، والكذب شرّ من الشراب » (٢).
ومن الآثار الآخروية التعرّض لعقاب الله تعالى ، والمكوث في النار ، قال المولى جلّ وعلا : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) (٣).
وهذا العمل ، أي الحلف بالقرآن الكريم كاذباً ، فيه جناية مزدوجة ، الأُولى جرأة صارخة على كتاب الله العزيز ، الذي قال المولى سبحانه فيه : ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ ) (٤) ، والثانية جريمة الكذب والافتراء التي تمحق الحقوق وتهدر الكرامات.
أعاذنا الله من شرور أنفسنا ، ووفّقنا لما يحبّه ويرضاه.
( أحمد ـ ... ـ ٣١ سنة )
س : هل يجوز الحلف بغير الله عزّ وجلّ؟ وما هو حكمه عند المذاهب الأربعة؟ وشكراً.
ج : تضافر الحلف بغير الله تعالى في الكتاب العزيز والسنّة النبوية ، فقد حلف النبيّ صلىاللهعليهوآله في غير مورد بغير اسم الله.
فعن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله أيّ الصدقة أعظم أجراً؟ فقال : « أما وأبيك لتنبئنه أن تصدق وأنت صحيح شحيح ، تخشى الفقر وتأمل البقاء » (٥).
__________________
١ ـ الكافي ٢ / ٣٤١.
٢ ـ المصدر السابق ٢ / ٣٣٩.
٣ ـ الجاثية : ٧.
٤ ـ الحشر : ٢١.
٥ ـ صحيح مسلم ٣ / ٩٣.