الباب الثاني
فيما نذكره من فوائد شهر ذي القعدة
وفيه عدة فصول :
فصل (١)
فيما نذكره من الرّواية بأنّ شهر ذي القعدة محلّ لإجابة الدّعاء عند الشدّة
رأيت كتاب بالمدرسة المستنصريّة تأليف أبي جعفر محمد بن حبيب ، تاريخ كتابته ما هذا لفظه : وكتب عمر بن ثابت في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ، انّ عياض بن خويلد الهذلي قال :
كان بنو ضيعا رهطا حرمة ، وكنت جارا لهم ، فكانوا يظلمونني ويؤذونني ، فأمهلتهم حتّى دخل الشهر الحرام ، وهو ذو القعدة ، وكان النّاس لا يدعو بعضهم على بعض الاّ فيه ، فقمت قائما فبهلتهم ، (١) فقلت : يا ربّ أدعوك دعاء جاهدا أقتل بني الضّيعاء الاّ واحدا ، ثم اضرب الرّجل فدعه قاعدا أعمى إذا قيد ـ يعني القائد ـ فاصطلموا (٢) وبقي هذا ، ففعل به ما ترى ، وكان المدعو عليه زمنا.
قلت أنا : ورأيت هذه الحكاية برواية دستور المذكّرين انّها كانت في شهر رجب.
فصل : ورأيت في كتاب محمّد بن الحبيب المذكور ، عند ذكر من استجيبت دعوته في
__________________
(١) البهل : اللعن.
(٢) اصطلم : استأصل.