الكمال التفقه في دين الله ).
بعد التحاق الرسول الأكرم ـ صلىاللهعليهوآله ـ بالرفيق الأعلى ، كان الاخصائيون بالأحكام الفرعية والواجبات العملية للمسلمين يعرفون بالقراء.
وذلك أن العرب كانوا أميين ، لهذا أطلقوا على كل من له قابلية على القراءة ، القارئ (١).
لان العلم بالأحكام العملية يستلزم الاطلاع على الكتاب والسنة ، وهذا الاطلاع يقتضي التمكن من قراءة القرآن وحفظه.
ظل هذا الاسم يطلق على الفقهاء من الصحابة حتى مدة معينة ، وعند ما نشر الإسلام أجنحته على مختلف البلدان من خلال الفتوحات ، وتعلم كثير من الناس القراءة ، تمَّ تبديل هذا الاسم من القراء الى الفقهاء (٢).
أو ظل اسم القراء يطلق على المتمكنين من القراءة ، والمتخصصين بها بعد ظهور علم القراءة واختلاف القراء ، في حين أطلق اسم الفقهاء على الاخصائيين بالأحكام الفرعية العملية للإسلام.
ان مصادر الاحكام التشريعية العملية في الإسلام هي : القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة التي تعني : قول وفعل وتقرير النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، والتي كان يبينها للمسلمين طيلة حياته الشريفة.
وذلك أن آيات القرآن التي تخص الاحكام العملية جاعت محدودة ومجملة لهذا كان النبي الأعظم ـ صلىاللهعليهوآله ـ يتولى شرحها وتفصيلها للمسلمين.
ومن البديهي أن جميع الصحابة لم يكونوا متواجدين عند نزول الآيات ،
__________________
(١) مقدمة ابن خلدون.
(٢) مقدمة ابن خلدون.