علي (١) : ، وشيخنا الشيخ محمّد بن سيف (٢) : ، وجماعة ، وهو المختار لنا.
أحدها : ما استفاض نقله بين الخاصّة (٣) والعامّة (٤) من مواظبة النبيّ صلىاللهعليهوآله وخلفائه عليهمالسلام عليه ، والأصلُ في فعل المعصوم الذي عُلِمَ قصدُهُ القُربَةَ به الوجوبُ حتّى يدلّ الدليل على استحبابه ، كما حقّق في الأُصول ، وخصوصاً في الصلاة ، بل ظاهر عبارة فاضل ( الفوائد الحائريّة ) (٥) : أنه في الصلاة لا خلاف فيه.
قال في ( الذكرى ) : ( تواتر النقل عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : وأهل بيته عليهمالسلام بقول السلام عليكم من غير بيان ندبيّته ، فهو امتثال للأمر بالواجب ، حتّى إن قول سلف الأُمّة السلام عليكم عقيب الصلاة داخلٌ في ضروريّات الدين ، وإنما الشأن في الندبيّة أو الوجوب ) (٦) ، انتهى.
الثاني : أنك إذا تدبّرت الأخبار وجدتها طافحة على فعل أهل البيت له ، بل وملازمتهم له ومواظبتهم عليه ، ولم نجد خبراً ولا نقلاً يشعر بتركهم له أو خروجهم من الصلاة بغيره أصلاً ، فالأصلُ إذن وجوبُه.
الثالث : وقوعه في الصلاة البيانيّة ، كما استفاض به النقل من خبر حمّاد : مع
__________________
(١) هو العالم العامل الفقيه المحدّث الشيخ مبارك ابن الشيخ علي آل حميدان الأحسائي القطيفي الجارودي مولداً ومنزلاً. كان رحمهالله تعالى من العلماء الفضلاء الأتقياء النبلاء محدّثاً مجتهداً ورعاً ، ينقل عنه تلميذه العلّامة الشيخ سليمان آل عبد الجبار بعض فتاويه كتحريم الجمع بين الشريفتين كما هو قول صاحب الحدائق. له رسالة عملية في الصلاة مختصرة. توفّي رحمهالله تعالى سنة (١٢٢٤) ه. أنوار البدرين : ٢٦٩ ـ ٢٧٢.
(٢) العالم العامل الأمجد الشيخ محمّد ابن الحاجّ أحمد بن سيف النعيمي القطيفي ، كان من مشاهير علماء القطيف وأرباب الفتاوى ، له إجازة من شيخه يحيى بن عمران. أنوار البدرين : ٢٨٨.
(٣) الذكرى : ٢٠٨ ( حجريّ ).
(٤) صحيح مسلم ٤ : ١٢٣ ـ ١٢٧ ، سنن الترمذي ٢ : ٨٩ / ٢٩٥.
(٥) الفوائد الحائريّة : ٣١٥ ـ ٣١٦ / الفائدة الثانية والثلاثون.
(٦) الذكرى : ٢٠٨ ( حجريّ ).