معنى قول السجّاد عليهالسلام : « قَوْلُكَ حُكْمٌ ، .. » ثمّ قال فطم الله نفسه الفاطميّة من الأغيار ـ : ( الثالثة : ما معنى ما في دعاء السجّاد عليهالسلام في يوم عرفة قال قَوْلُكَ حُكْمٌ ، وَقَضَاؤُكَ حَتْمٌ ، وَإرَادَتُكَ عَزْمٌ (١)؟ ). أقول ومن الله الهداية ـ : قوله عليهالسلام قَوْلُكَ حُكْمٌ أي قوله للشيء ( كُنْ فَيَكُونُ ). فالمراد من قوله : هو الكاف والنون ، فهي حكم لا يتخلّف عنه مخاطب به.
وقيل : معناه : أن قوله حكمة كما في قوله تعالى : ( وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (٢) ، أي الحكمة. وله وجه لا يخلو من صواب.
وقوله عليهالسلام وَقَضَاؤُكَ حَتْمٌ يمكن أن يراد به : قضاء الموت ، كما في قوله تعالى : ( لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ) (٣) عنى : مجيء الأجل المقضيّ.
أو يراد به القضاء النازل في ليلة القدر على صاحب الأمر صلىاللهعليهوآله : ، من القضاء الذي لا يردّ ولا يبدّل ، وهو الممضيّ في ليلة ثلاثٍ وعشرين من شهر رمضان ، وهي ليلة الإمضاء ، فيراد القضاء الممضى دون ما لله فيه البداء ؛ فإنه لا يتحقّق له في الخارج.
أو يريد القضاء الذي برز به الأجل والكتاب وأدمجهما فيه ، فيعمّ جميع المقضيّات ، لكن باعتبار الرتب الستّ (٤) التي لا يكون شيء في السماء ولا في
__________________
(١) الصحيفة السجّادية الكاملة : ٢١٠.
(٢) مريم : ١٢.
(٣) فاطر : ٣٦.
(٤) إشارة إلى ما رواه كلٌّ من الكلينيّ والصدوق عن العالم عليهالسلام أنه سئل : كيف علم الله؟ قال عليهالسلام : « علم ، وشاء ، وأراد ، وقدَّر ، وقضى ، وأمضى ». فهذه الستُّ هي مراتبُ الإيجاد. انظر الكافي ١ : ١٤٨ / ١٦ ، التوحيد : ٣٣٤ / ٩.