الموطن (١) الثالث
اختلافهم في تعيين الصيغة المُخْرِجَة
فإن الوارد في النصوص ، والمنصوص عليه في الفتوى ، ثلاث صيغ :
أوّلها : السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته.
والثانية : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
والثالثة : السلام عليكم ، أو بإضافة ورحمة الله ، أو بإضافة وبركاته.
فالمشهور بين العصابة من المتقدّمين والمتأخّرين تعيين الصيغة الأخيرة للخروج ، وأن الأُوليين من مستحبّات الصلاة البتّة ، وهذا هو الحقّ.
وفي ( الدروس ) (٢) أن عليه الموجبين. وفي ( البيان ) (٣) : ( أن السلام علينا لم يوجبه أحدٌ من القدماء ، وأن القائل بوجوب التسليم يجعلها مستحبّة كالتسليم على الأنبياء والملائكة غير مخرجة من الصلاة ). وهو يؤذن بدعوى إجماعهم على انحصار المخرج في السلام عليكم.
وفي ( الحبل المتين ) : ( إن السلام عليكم ورحمة الله لا ريب في تحقّق الخروج بها من الصلاة ، ونقل المحقّق في ( المعتبر ) على ذلك الإجماع ) (٤).
وفي ( المعتبر ) ، كما نقله في ( الذكرى ) : ( إن مَنْ قال السلام عليكم ورحمة الله ، خرج به ، وعليه علماء الإسلام كافّة لا يختلفون ، وإنما الخلاف في تعيّنه
__________________
(١) في المخطوط : ( المقام ) ، وما أثبتناه وفقاً لما جاء في مقدّمة الرسالة.
(٢) الدروس ١ : ١٨٣.
(٣) البيان : ١٧٧.
(٤) الحبل المتين ( ضمن رسائل الشيخ بهاء الدين ) : ٢٥٣ ( حجريّ ).