١
استيقظت « خديجة » وشعور غريب بالفرحة والأمل ، ينبعث في نفسها ، انبعاث النور في الظلام ... وربّما فكّرت في سبب ما لهذه الموجة الهانئة من الفرح .. لم تكن تدري سبباً واضحاً لذلك .. فقد كان كل ما يحيطها يفجّر كوامن الحزن بل ويبعث على المرارة واليأس .. هاهي تشهد كيف تصب قريش العذاب على زوجها .. تضطهده .. تسخر منه .. وتكذّبه وهو الصادق الأمين.
تساءلت في نفقها : لعلّه الحمل الجديد والشجرة المثمرة عندما تحمل يعني الربيع والأمل والحياة. ولكن كيف وقد أخذ الله « عبدالله والقاسم » من قبل. وتركا في قلبها حزناً عميقاً كجرح لا يندمل ، ولكن لا .. لا انها تشعر بالأمل .. يكبر في أعماقها .. ينمو ويتفتّح كوردة في الربيع.
وحملها هذه المرّة عجيب خفيف تكاد تطير به .. تشعر بالسكينة