أيهما كان أولاً؟
مما أثار انتباه بعض الباحثين أن ابن سيده ذكر كتابه المحكم فى كتابه المخصص (١) وذكر كتابه المخصص فى كتابه المحكم فأيهما كان أولاً؟
إذا نظرنا إلى كلامه فى مقدمة المحكم نستشعر أن المخصص كان أولاً إذ يقول : « وألفت كتابى الملخص ، الذى سميته « المخصص » وهو على التبويب فى نهاية التهذيب ... ثم أمرنى بالتأليف على حروف المعجم فصنفت كتابى الموسوم بـ « المحكم ». وقال فى موضع آخر : « وقد ذكرت فساد بنائه فى كتابى الموسوم بالمخصص ».
أما ذكره للمحكم فى المخصص فهو قوله (٢) : « لما وضعت كتابى الموسوم بـ « المحكم » مجنساً ».
فذهب صاحب كشف الظنون (٣) إلى أن ابن سيده صنف المخصص قبل المحكم وقد ذكر فى أوله أنه على ترتيبه.
لكن لعل الذى يترجح ما ذهب إليه الأستاذ محمد الطالبى حيث قال : « نعتقد أن ابن سيده قد شرع فى المصنفين فى آن واحد. والذى يحملنا على هذا الاعتقاد ، هو أن المادة واحدة ، وأن ما أعده الكاتب من جذاذات ومراجع ، فإنه كان يستثمره فى كلا الكتابين على السواء ؛ فإن مصادر الكتابين لا تكاد تختلف ... على أنه إن شرع الكاتب فى الكتابين فى وقت واحد ، واستغل مراجع واحدة بطرق مختلفة ، فلا شك أنه قد انتهى من المخصص وأتمه قبل الانتهاء من معجمه الموسع (٤).
__________________
(١) انظر المخصص ( ١ / ١٠ ).
(١) انظر المخصص ( ١ / ١٠ ).
(٢) كشف الظنون ص ١٦٣٩.
(٣) انظر مقدمة محققى المحكم. ط. معهد المخطوطات العربية. ص ١١ ، نقلاً عن كتاب المخصص لابن سيده دراسة ـ دليل.