المسألة الخامسة
بِدءُ الحياة الاِنسانية
السؤال المقصود بالاِجابة هنا هو أنّه متى تبدء الحياة الاِنسانية ، وستعلم في الابحاث الآتية أنّ مطلق الحياة ثابتة في مني الرجل والمرأة وبعد التحامهما وصيرورتهما خلية ، ثمّ إلى كتلة خلايا ، ثمّ إلى حوصلة عالقة بالرحم ، ثمّ منغرسة فيه والروح لم تنفخ بعد في جنين ميّت.
وإليك عدّة من الآراء في المقام :
( القول الاَوّل ) : المشهور في ألسنة المسلمين وأذهانهم أنّ الحياة الاِنسانية تبدء بنفخ الروح في الجنين ، والمشهور عند أهل النظر منهم أنّه بعد أربعة أشهر من الحمل.
واعترضه بعض الاَطّباء الماهرين المتدينين بأنّ علم الطب لا يرى لاستقبال الروح أثر ، وقال : مسألة : إنّ الجنين آنذاك يكتسب الاِدراك أو الخيال أو تبدو عليه أمارات الرضاء والغضب ، هي للاَسف الشديد من باب الفولكلور أو من باب التحمس لوجهة نظر معينة ، ومحاولة تأييدها علمياً بغير سند علمي (١).
أقول : اعتراضه متين لكنه مقلوب عليه ، فكما لا يصل الطبيب إلى أثر للروح بعد أربعة أشهر من الحمل كذا لا يصل إلى نفيه أيضاً ، فلا يحق له انكاره أيضاً. والخلط بين حدود العلوم التجربية والفلسفة أو الدين أوجب
__________________
(١) ص ٥٧ الحياة الانسانية بدايتها ونهايتها.