عليها ، فمن أراد الوقوف عليها فعليه بالرجوع الى مظانها ، والله الهادي (١) انتهى كلامه.
وأمّا الكلام في الجهة الثانية ـ وهي دلالة القرآن والسنة على أنّ للاِنسان روحاً ونفساً غير البدن فنقتصر فيه على نقل جملة من الآيات الكريمة :
١ ـ ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون فرحين بما آتيهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يحلقوا بهم من خلفهم الاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون ) (آل عمران ١٦٩ ـ ١٧١ ).
٢ ـ ( ولا تقولوا لمن يُقتَلُ في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون ) ( البقرة ١٥٤ ).
٣ ـ ( وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدْخِلُوا آل فروعون أشدّ العذاب ) ( المؤمن ٤٥ ـ ٤٦ ).
واعلم أنّ هذه الآيات الثلاث تدلّ على أمرين : أولهما الحياة البرزخية للشهداء وائمة الكفر فقط دون غيرهما ، أي لا يستفاد منها عموم الحياة البرزخية للجميع ، والاستدلال عليه بآيات أُخر لا يخلو عن منع واشكال. ثانيهما أنّ للاِنسان شيء آخر وراء البدن لا يموت بموت البدن وفنائه وهو المستحق للثواب والعذاب ، وهو الذي يسمى بالروح والنفس.
٤ ـ ( فلولا إذا بلغت الحلقوم ) ( الواقعة ٨٣ ).
__________________
(١) ص ٣٦٤ الى ٣٧٠ ج ١ تفسير الميزان.