٣ ـ ( صبر ) (١). روى أبو داود في كتاب المراسيل ـ من حديث قيس بن رافع القيسي رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : « ماذا في الامرين من الشفاء؟ : الصبر والثفاء ».
وفى السنن لأبي داود ـ من حديث أم سلمة ـ قالت : « دخل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حين توفى أبو سلمة ـ وقد جعلت على صبرا ـ فقال : ماذا يا أم سلمة؟! فقلت : إنما هو صبر يا رسول الله ، ليس فيه طيب. قال : إنه يشب الوجه ، فلا تجعليه إلا بالليل. ونهى عنه بالنهار ».
الصبر كثير المنافع ـ لا سيما الهندي منه ـ : ينقى الفضول الصفراوية التي في الدماغ وأعصاب البصر ، وإذا طلى على الجبهة والصدغ بدهن الورد : نفع من الصداع. وينفع من قروح الانف والفم ، ويسهل السوداء والماليخوليا.
والصبر الفارسي : يذكى العقل ، ويشد (٢) الفؤاد ، وينقى الفضول الصفراوية والبلغمية من المعدة : إذا شرب منه ملعقتان بماء. ويرد الشهوة الباطلة والفاسدة. وإذا شرب في البرد : خيف أن يسهل دما.
٤ ـ ( صوم ). الصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن ، منافعه تفوت الاحصاء. وله تأثير عجيب : في حفظ الصحة ، وإذابة الفضلات ، وحبس النفس عن تناول مؤذياتها ، ولا سيما : إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعا ، وحاجة البدن إليه طبعا. ثم إن فيه ـ : من إراحة القوى والأعضاء. ـ ما يحفظ عليها قواها. وفيه خاصية تقتضى إيثاره ، وهى : تفريحه للقلب عاجلا وآجلا. وهو أنفع شئ لأصحاب الأمزجة الباردة والرطبة ، وله تأثير عظيم : في حفظ صحتهم.
وهو يدخل في الأدوية الروحانية والطبيعية. وإذا راعى الصائم فيه ما ينبغي مراعاته
__________________
(١) يستعمل للان في العطارة وفى الأدوية الحديثة كمسهل ، في بعض حالات الامساك ، بمقادير معروفة
محددة اه د.
(٢) أي : يقول. وفى الزاد : يمد. ولعله المراد منه التقوية أيضا.