النفسانية ، ولم يفرط فيه ، ولم يقارنه ما ينبغي تركه معه : من امتلاء مفرط ، أو خواء واستفراغ ، أو رياضة تامة ، أو حر مفرط ، أو برد مفرط. فإذا راعى فيه هذه الأمور العشرة : انتفع به جدا. وأيها فقد : حصل له من الضرر بحسبه. وإن فقدت كلها أو أكثر : فهو الهلاك المعجل.
( فصل ) والحمية المفرطة في الصحة ، كالتخليط في المرض. والحمية المعتدلة نافعة.
وقال جالينوس لأصحابه : « اجتنبوا ثلاثا ، وعليكم بأربع. ولا حاجة لكم إلى طبيب. اجتنبوا الغبار والدخان والنتن. وعليكم بالدسم والطيب والحلوى والحمام. ولا تأكلوا فوق شبعكم ، ولا تتخللوا بالباذروج (١) والريحان ، ولا تأكلوا الجوز عند المساء. ولا ينم (٢) من به زكمة على قفاه ، ولا يأكل من به غم حامضا. ولا يسرع المشي من افتصد : فإنه يكون مخاطرة (٣) الموت. ولا يتقيأ من تؤلمه عينه. ولا تأكلوا في الصيف لحما كثيرا. ولا ينم صاحب الحمى الباردة في الشمس. ولا تقربوا الباذنجان العتيق المبزر. ومن شرب كل يوم في الشتاء ، قدحا من ماء حار ، أمن من الاعلال. ومن دلك جسمه في الحمام بقشور الرمان ، أمن من الجرب والحكة. ومن أكل خمس سوسنات ـ مع قليل من مصطكي رومي. وعود خام ، ومسك ـ بقى طول عمره لا تضعف معدته ولا تفسد. ومن أكل بزر البطيخ مع السكر ، نظف الحصى (٤) من معدته ، وزالت عنه حرقة البول.
( فصل ) أربعة تهدم البدن : الهم ، والحزن ، والجوع ، والسهر.
__________________
(١) بقلة تقوى القلب جدا وتقبض ، كما في القاموس : ١ / ١٧٨. ولفظ الأصل : بالبازروج. والزاد ١٩٨ : بالباذروج. وأصله ما ذكرنا.
(٢) هذا هو الملائم. وبالأصل والزاد : ينام.
(٣) كذا بالزاد. وفى الأصل : مخاطره. وهو تصحيف.
(٤) كذا بالزاد. وفى الأصل : الحصا. وهو مصحف عنه أو عن « الحصاة » : واحدته. على ما في المختار والمصباح.