عليهم أن يحلف منهم خمسون رجلا ما قتلنا ولا علمنا له قاتلا ، فان فعلوا أدى أهل القرية التي وجد فيهم ديته ، وإن كان بأرض فلاة أديت ديته من بيت المال ، فإن أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) كان يقول : لا يطل دم امرئ مسلم (١).
٥١٨٠ ـ وسأل سماعة أبا عبد الله ( عليهالسلام ) « عن رجل يوجد قتيلا في قرية أو بين قريتين ، قال : يقاس بينهما فأيتهما كانت إليه أقرب ضمنت » (٢).
٥١٨١ ـ وروى زرارة عن أبي عبد الله ( عليهالسلام ) قال : « إنما جعلت القسامة احتياطا للناس لكيما إذا أراد الفاسق أن يقتل رجلا أو يغتال رجلا حيث لا يراه أحد خاف ذلك فامتنع من القتل » (٣).
باب
( من لا دية له في جراح أو قتل )
٥١٨٢ ـ روى حماد بن عيسى عن أبي عبد الله ( عليهالسلام ) قال : بينا رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) في بعض حجراته إذا أطلع رجل في شق الباب وبيد رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) مذراة (٤) فقال : لو كنت قريبا منك لفقأت به عينك ) (٥).
__________________
(١) أطل الدم أهدره وهو الشايع في ابطال الدم ، وفى بعض النسخ « لا يبطل دم امرئ مسلم ».
(٢) حمله جمع من الفقهاء على اللوث وهو امارة يظن بها صدق المدعي فيما ادعاه من القتل كوجود ذي سلاح ملطخ بالدم عند قتيل في دمه ، وفي النهاية اللوث في القسامة هو أن يشهد شاهد واحد على اقرار المقتول قبل أن يموت ان فلانا قتلني أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما أو تهديد منه له ونحو ذلك.
(٣) رواه الكليني والشيخ في الحسن كالصحيح في ذيل خبر عن زرارة.
(٤) المذراة : آلة تذرى بها الحنطة ، وفي بعض النسخ بالدال المهملة ، والمدارة المشط والقرن ، والثاني أنسب إذا كان بمعنى القرن.
(٥) فقأ العين : قلعها ، والضمير المجرور اما راجع إلى الاطلاع أي بسبب اطلاعك ، المراد لفقأت عينك بما في يدي.