قيل : يا رسول الله كيف يبنى رياء وسمعة؟ قال : يبنى فضلا على ما يكفيه استطالة منه (١) على جيرانه ومباهاة لاخوانه.
وقال ( عليهالسلام ) : من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ، ومن خان جاره شبرا من الأرض جعله الله طوقا في عنقه من تخوم الأرض السابعة (٢) حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا ، إلا أن يتوب ويرجع.
ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه (٣) لقى الله يوم القيامة مغلولا يسلط الله عزوجل عليه بكل آية منه حية تكون قرينته إلى النار الا أن يغفر [ الله ] له.
وقال ( عليهالسلام ) : من قرأ القرآن (٤) ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب ، ألا وإنه إن مات على غير توبة حاجه يوم القيامة (٥) فلا يزايله إلا مدحوضا.
ألا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب منه ومات مصرا عليه فتح الله في قبره ثلاثمائة باب تخرج منها حياة وعقارب وثعبان النار فهو يحترق إلى يوم القيامة ، فإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النار.
ألا وإن الله عزوجل حرم الحرام وحد الحدود فما أحد أغير من الله عزوجل ومن غيرته حرم الفواحش.
__________________
(١) « فضلا » أي زيادة على ما يكفيه ، و « استطالة » أي طلبا للترفع عليهم والتفوق ،
(٢) في بعض النسخ « الأرضين السابعة ».
(٣) أي ترك العمل أو تساهل حتى نسي حكمه ، أو لم يتعاهده حتى نسي لفظه وعلى الأخير يكون للمبالغة ( م ت )
(٤) لعل المراد من تعلم علمه وعلم أحكامه.
(٥) حاجه أي خاصمه ، ودحضت حجته أي بطلت أي لا يزايله الا بعد اتمام الحجة عليه وبطال حجته.