أخرج البيهقي عن علي بن الحسين : إن جارية جعلت تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة ـ فسقط الإبريق من يدها على وجهه ـ فشجه فرفع رأسه إليها ، فقالت : إن الله يقول : ( وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ ) ، قال : قد كظمت غيظي ، قالت : ( وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ ) ، قال : قد عفا الله عنك ، قالت ( وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ، قال : اذهبي فأنت حرة.
أقول : وهو مروي من طرق الشيعة أيضا ، وظاهر الرواية أنه عليهالسلام يفسر الإحسان بما يزيد على هذه الصفات وهو كذلك بحسب إطلاق مفهومه غير أن الصفات المذكورة قبله من لوازم معناه فمن الممكن أن يعرف بها الإحسان.
واعلم أن هناك روايات كثيرة جدا في حسن الخلق وسائر الأخلاق الفاضلة كالإنفاق والكظم والعفو ونحوها واردة عن النبي صلىاللهعليهوآله وأئمة أهل البيت عليهالسلام أخرنا إيرادها إلى محل آخر أنسب لها.
وفي المجالس ، عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي : أن قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً ) « إلخ » نزل في بهلول النباش ، وكان ينبش القبور ـ فنبش قبر واحدة من بنات الأنصار ـ فأخرجها ونزع أكفانها ـ وكانت بيضاء جميلة ـ فسول له الشيطان فزنى بها ثم ندم ـ فجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله فرده ، ثم اعتزل الناس وانقطع عنهم يتعبد ـ ويتبتل في بعض جبال المدينة حتى قبل الله توبته ـ ونزل فيه القرآن.
أقول : والرواية مفصلة نقلناها ملخصة ، ولو صحت الرواية لكانت سببا آخر لنزول الآية غير السبب الواحد الشامل لمجموع آيات القصة.
وفي تفسير العياشي ، عن الباقر عليهالسلام : في قوله تعالى : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا ) الآية ـ قال : الإصرار أن يذنب المذنب فلا يستغفر الله ـ ولا يحدث نفسه بتوبة فذلك الإصرار.
وفي الدر المنثور ، أخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : قال إبليس : يا رب وعزتك لا أزال أغوي بني آدم ـ ما كانت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الله : وعزتي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.
وفي الكافي ، عن الصادق عليهالسلام : لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار.
وفي تفسير العياشي ، عن الصادق عليهالسلام في حديث قال وفي كتاب الله نجاة من