بالاختلافات الداخلية ووقع حروب متوالية في إثر ذلك.
غير أنه عليهالسلام وضع علم النحو وأملأ كلياته أبا الأسود الدئلي من أصحابه وأمره بجمع جزئيات قواعده ، ولم يتأت له وراء ذلك إلا أن ألقى بيانات من خطب وأحاديث فيها جوامع مواد المعارف الدينية وأنفس الأسرار القرآنية ، وله مع ذلك احتجاجات كلامية مضبوطة في جوامع الحديث.
ثم كان الأمر على ذلك في خصوص القرآن والحديث في عهد معاوية ومن بعده من الأمويين والعباسيين إلى أوائل القرن الرابع من الهجرة تقريبا وهو آخر عهد الأئمة الاثني عشر عند الشيعة ، فلم يحدث في طريق البحث عن القرآن والحديث أمر مهم غير ما كان في عهد معاوية من بذل الجهد في إماتة ذكر أهل البيت عليهالسلام وإعفاء أثرهم ووضع الأحاديث ، وقد انقلبت الحكومة الدينية إلى سلطنة استبدادية ، وتغيرت السنة الإسلامية إلى سيطرة إمبراطورية ، وما كان في عهد عمر بن عبد العزيز من أمره بكتابة الحديث ، وقد كان المحدثون يتعاطون الحديث إلى هذه الغاية بالأخذ والحفظ من غير تقييد بالكتابة.
وفي هذه البرهة راج الأدب العربي غاية رواجه ، شرع ذلك من زمن معاوية فقد كان يبالغ في ترويج الشعر ثم الذين يلونه من الأمويين ثم العباسيين ، وكان ربما يبذل بإزاء بيت من الشعر أو نكتة أدبية المئات والألوف من الدنانير ، وانكب الناس على الشعر وروايته ، وأخبار العرب وأيامهم ، وكانوا يكتسبون بذلك الأموال الخطيرة ، وكانت الأمويون ينتفعون برواجه وبذل الأموال بحذائه لتحكيم موقعهم تجاه بني هاشم ثم العباسيون تجاه بني فاطمة كما كانوا يبالغون في إكرام العلماء ليظهروا بهم على الناس ، ويحملوهم ما شاءوا وتحكموا.
وبلغ من نفوذ الشعر والأدب في المجتمع العلمي أنك ترى كثيرا من العلماء يتمثلون بشعر شاعر أو مثل سائر في مسائل عقلية أو أبحاث علمية ثم يكون له القضاء ، وكثيرا ما يبنون المقاصد النظرية على مسائل لغوية ولا أقل من البحث اللغوي في اسم الموضوع أولا ثم الورود في البحث ثانيا ، وهذه كلها أمور لها آثار عميقة في منطق الباحثين وسيرهم العلمي.
وفي تلك الأيام راج البحث الكلامي ، وكتب فيه الكتب والرسائل ، ولم يلبثوا أن