وقوله : « فيرد ذلك بالخاصة على العامة » « إلخ » ، المراد أنه صلىاللهعليهوآله وإن كان في جزئه الذي لنفسه خلا بنفسه عن الناس لكنه لا ينقطع عنهم بالكلية بل يرتبط بواسطة خاصته بالناس فيجيبهم في مسائلهم ويقضي حوائجهم ، ولا يدخر عنهم من جزء نفسه شيئا ، والرواد جمع رائد وهو الذي يتقدم القوم أو القافلة يطلب لهم مرعى أو منزلا ونحو ذلك.
وقوله : « لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها » المراد بها المجالس أي لا يعين لنفسه مجلسا خاصا بين الجلساء حذرا من التصدر والتقدم فقوله : « وإذا انتهى » « إلخ » ، كالمفسر له ، ولا تؤبن فيه الحرم أي لا تعاب عنده حرمات الناس ، والأبنة بالضم العيب ، والحرم بالضم فالفتح جمع حرمة.
وقوله : « ولا تثنى فلتاته » من التثنية بمعنى التكرار ، والفلتات جمع فلتة وهي العثرة أي إذا وقعت فيه فلتة من أحد جلسائه بينها لهم فراقبوا للتحذر من الوقوع فيها ثانيا ، والبشر بالكسر فالسكون بشاشة الوجه ، والصخاب الشديد الصياح.
وقوله : « حديثهم عنده حديث أوليتهم » الأولية جمع ولي ، وكان المراد به التالي التابع والمعنى أنهم كانوا يتكلمون واحدا بعد آخر بالتناوب من غير أن يداخل أحدهم كلام الآخر أو يتوسطه أو يشاغبوا فيه ، وقوله : « حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم » أي يريدون جلبهم عنه وتخليصه منهم.
وقوله : « ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ » أي في مقابل نعمة أنعمها على أحدهم وهو الشكر الممدوح من كافأه بمعنى جازاه ، أو من المكافاة بمعنى المساواة أي ممن يثني بما يستحقه من الثناء على ما أنعم به من غير إطراء وإغراق ، وقوله : « ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز » أي يتعدى عن الحق فيقطعه حينئذ بنهي أو قيام ، والاستفزاز الاستخفاف والإزعاج.
٢ ـ وفي الإحياء ، : : كان صلىاللهعليهوآله أفصح الناس منطقا وأحلاهم ـ إلى أن قال ـ وكان يتكلم بجوامع الكلم لا فضول ولا تقصير ـ كأنه يتبع بعضه بعضا ، بين كلامه توقف يحفظه سامعه ويعيه ، كان جهير الصوت أحسن الناس نغمة.
٣ ـ وفي التهذيب ، بإسناده عن إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عن