وإسكيمو وبعض المناطق بإفريقيا بشمال النيل وجنوب رامبيز.
وبالعكس كان رائجا في جزيرة العرب وإفريقيا الوحشية وأوروبا وأميركا الجنوبية وكان دائرا بين اليهود ، وفي التوراة دعاء العبيد إلى طاعة مواليهم ، وكذا بين النصارى وفي كتاب بولس إلى فيلمن أن أفسيموس كان عبدا شاردا رده بولس إلى سيده.
وكانت اليهود أرفق الناس بعبيدهم ، ومن الشواهد على ذلك أنا لم نعثر لهم من شواهق الأبنية على ما يشبه الأهرام المعمولة بمصر والأبنية الآشورية التاريخية فإنها كانت من أعمال العبيد الشاقة ، وكانت الروم واليونان أكثر الأمم تشديدا على العبيد.
وقد ذاع في الروم الشرقي بعد قسطنطين فكر التحرير حتى لغا الرق فيها في القرن ١٣ الميلادي ، وبقي في الروم الغربي على شكل آخر وهو أنهم كانوا يبيعون ويشترون المزارع بزراعها ـ وكانت الزراعة من مشاغل العبيد ـ لكن لغت بينهم الأعمال الإجبارية.
وكان الاستعباد دائرا في معظم ممالك أوروبا إلى سنة ١٧٧٢ الميلادية وقد انعقدت قبل ذلك بحين معاهدة بين الدولتين إنجلترا وإسبانيا على أن يجبي الإنجليز إليهم كل سنة أربعة آلاف وثمان مائة نسمة من رقيق إفريقيا إلى ثلاثين سنة ليبيعهم منهم قبال مبالغ خطيرة يأخذها منهم.
وقد ثارت الأفكار العامة سنة ١٧٦١ على الرق والاستعباد بينهم ، وأقدم الطوائف التي قامت عليه منهم طائفة « لرزان » (١) المذهبية ، ولم يزالوا على ذلك حتى وضعت مادة قانونية سنة ١٧٧٢ أن كل من دخل أرض بريطانيا فهو حر.
وقد ظهر سنة ١٧٨٨ بعد بحث دقيق أن إنجلترا يعامل كل سنة مائتي ألف نسمة رقيقا ، وكان الذين يجلبون منهم من إفريقيا إلى أميركا وحدها مائة ألف.
ولم يزل حتى ألغي الاستعباد في بريطانيا سنة ١٨٣٣ وأدت الدولة إلى كمبانيات النخس عشرين ميليونا ليرة أثمان من حررته من رقيقهم العبيد والإماء ، وانعتق في هذه الواقعة فيها (٧٧٠٣٨٠) نسمة.
__________________
(١) Quaker.