ثم ذكرت تزويجه إسحاق من عشيرته بكلدان ، ثم موت سارة ـ وهي بنت مائة وسبع وعشرين في حبرون ، ثم ازدواج إبراهيم بعدها بقطورة ـ وإيلادها عدة من البنين ، ثم موت إبراهيم وهو ابن مائة وخمس وسبعين سنة ، ودفن ابنيه إسحاق وإسماعيل إياه في غار « مكفيلة » وهو مشهد الخليل اليوم.
فهذه خلاصة قصص إبراهيم عليهالسلام وتاريخ حياته المورد في التوراة ( سفر التكوين الإصحاح الحادي عشر ـ الإصحاح الخامس والعشرون ) وعلى الباحث الناقد أن يطبق ما ورد منه فيها على ما قصه القرآن الكريم ثم يرى رأيه.
٥ ـ الذي تشتمل عليه من القصة المسرودة على ما فيها من التدافع بين جملها والتناقض بين أطرافها مما يصدق القرآن الكريم فيما ادعاه أن هذا الكتاب المقدس لعبت به أيدي التحريف.
فمن عمدة ما فيها من المغمض أنها أهملت ذكر مجاهداته في أول أمره وحجاجاته قومه وما قاساه منهم من المحن والأذايا ، وهي طلائع بارقة لماعة من تاريخه عليهالسلام.
ومن ذلك إهمالها ذكر بنائه الكعبة المشرفة وجعله حرما آمنا وتشريعه الحج ، ولا يرتاب أي باحث ديني ولا ناقد اجتماعي أن هذا البيت العتيق الذي لا يزال قائما على قواعده منذ أربعة آلاف سنة من أعظم الآيات الإلهية التي تذكر أهل الدنيا بالله سبحانه وآياته ، وتستحفظ كلمة الحق دهرا طويلا ، وهو أول بيت لله تعالى وضع للناس مباركا وهدى للعالمين.
وليس إهمال ذكره إلا لنزعة إسرائيلية من كتاب التوراة ومؤلفيها دعتهم إلى الصفح عن ذكر الكعبة؟ وإحصاء ما بناه من المذابح ومذبح بناه بأرض شكيم ، وآخر بشرقي بيت إيل ، وآخر بجبل الرب.
ثم الذي وصفوا به النبي الكريم إسماعيل : أنه كان غلاما وحشيا يضاد الناس ويضادونه ، ولم يكن له من الكرامة إلا أنه كان مطرودا من حضرة أبيه نما رامي قوس! يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره.
ومن ذلك : ما نسبته إليه مما لا يلائم مقام النبوة ولا روح التقوى والفتوة