ومنها ما يفيد معنى السلب وهي التي للتنزيه كالسبوح والقدوس ، وبذلك يتم انقسام الصفات إلى قسمين : ثبوتية ، وسلبية.
وأيضا من الصفات ما هي عين الذات ليست بزائدة عليها كالحياة والقدرة والعلم بالذات ، وهي الصفات الذاتية ، ومنها ما يحتاج في تحققه إلى فرض تحقق الذات قبلا كالخلق والرزق وهي الصفات الفعلية ، وهي زائدة على الذات منتزعة عن مقام الفعل ، ومعنى انتزاعها عن مقام أنا مثلا نجد هذه النعم التي نتنعم بها ونتقلب فيها نسبتها إلى الله سبحانه نسبة الرزق المقرر للجيش من قبل الملك إلى الملك فنسميها رزقا ، وإذ كان منتهيا إليه تعالى نسميه رازقا ، ومثله الخلق والرحمة والمغفرة وسائر الصفات والأسماء الفعلية ، فهي تطلق عليه تعالى ويسمى هو بها من غير أن يتلبس بمعانيها كتلبسه بالحياة والقدرة وغيرها من الصفات الذاتية ، ولو تلبس بها حقيقة لكانت صفات ذاتية غير خارجة من الذات فللصفات والأسماء انقسام آخر إلى الذاتية والفعلية.
ولها انقسام آخر إلى النفسية والإضافية فما لا إضافة في معناها إلى الخارج عن مقام الذات كالحياة نفسي ، وما له إضافة إلى الخارج سواء كان معنى نفسيا ذا إضافة كالصنع والخلق هي النفسية ذات الإضافة ، أو معنى إضافيا محضا كالخالقية والرازقية هي الإضافية المحضة.
٤ ـ نسب الصفات والأسماء إلينا ونسبتها فيما بينها. لا فرق بين الصفة والاسم غير أن الصفة تدل على معنى من المعاني يتلبس به الذات أعم من العينية والغيرية ، والاسم هو الدال على الذات مأخوذة بوصف. فالحياة والعلم صفتان ، والحي والعالم اسمان وإذ كان اللفظ لا شأن له إلا الدلالة على المعنى وانكشافه به فحقيقة الصفة والاسم هو الذي يكشف عنه لفظ الصفة والاسم فحقيقة الحياة المدلول عليها بلفظ الحياة هي الصفة الإلهية وهي عين الذات ، وحقيقة الذات بحياتها التي هي عينها هو الاسم الإلهي ، وبهذا النظر يعود الحي والحياة اسمين للاسم والصفة وإن كانا بالنظر المتقدم نفس الاسم ونفس الصفة.
وقد تقدم أنا في سلوكنا الفطري إلى الأسماء إنما تفطنا بها من جهة ما شاهدناه في الكون من صفات الكمال فأيقنا من ذلك أن الله سبحانه مسمى بها لما أنه مالكها