وبين الحوادث الخارجية خيرا وشرا رابطة تامة كما يشير إليه قوله تعالى : « وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ » الأعراف : ـ ٩٦ ، وقوله : « وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ » الشورى : ـ ٣٠.
فمن الجائز أن يصدر عن فرد من أفراد الإنسان أو عن مجتمع من المجتمعات الإنسانية عمل من الأعمال صالح أو طالح أو تظهر صفة من الصفات فضيلة أو رذيلة ثم يظهر أثره الجميل أو وباله السيئ في أعقابه ، والملاك في ذلك نوع من الوراثة كما مر ، وقد تقدم في ذيل قوله تعالى : « وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ » النساء : ـ ٩ كلام في هذا المعنى في الجزء الرابع من الكتاب.
وفيه ، عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام وعن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قول الله : « إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ » قال : دعاء : أقول : وروي في الكافي ، عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام مثله.
وفيه ، عن أبي بصير عن أحدهما عليهماالسلام قال : إن إبراهيم جادل في قوم لوط وقال : إن فيها لوطا. قالوا : نحن أعلم بمن فيها ـ فزاده إبراهيم فقال جبرئيل : يا إبراهيم أعرض عن هذا ـ أنه قد جاء أمر ربك ـ وإنهم آتيهم عذاب غير مردود.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن حسان بن أبجر قال: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل من هذيل ـ فقال له ابن عباس : ما فعل فلان؟ قال : مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء. فقال ابن عباس : « فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ ـ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ » قال : ولد الولد.
( كلام في قصة البشرى )
قصة البشرى وسماها الله تعالى حديث ضيف إبراهيم عليهالسلام وقعت في خمس من السور القرآنية كلها مكية وهي على ترتيب القرآن سورة هود والحجر والعنكبوت والصافات والذاريات.
فالأولى ما في سورة هود ٦٩ ـ ٧٦ قوله تعالى : « ولقد جاءت رسلنا إبراهيم