الذي منع إخوته عن قتل يوسف حيث قال : « لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ » الآية وهو القائل لإخوته حين أخذ يوسف أخاه باتهام السرقة : « فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ » فشكر الله له ذلك.
ومما ورد في عدة منها أن يوسف عليهالسلام تزوج بامرأة العزيز وهي التي راودته عن نفسه ، وذلك بعد ما مات العزيز في خلال تلك السنين المجدبة ، ولا يبعد أن يكون ذلك شكرا منه تعالى لها حين صدقت يوسف بقولها : « الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ » لو صح الحديث.
( كلام في قصة يوسف في فصول )
١ ـ قصته في القرآن : هو يوسف النبي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل كان أحد أبناء يعقوب الاثني عشر وأصغر إخوته غير أخيه بنيامين أراد الله سبحانه أن يتم عليه نعمته بالعلم والحكم والعزة والملك ويرفع به قدر آل يعقوب فبشره وهو صغير برؤيا رآها كان أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدة له فذكر ذلك لأبيه فوصاه أبوه أن لا يقص رؤياه على إخوته فيحسدوه ثم أول رؤياه أن الله سيجتبيه ويعلمه من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليه وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويه من قبل إبراهيم وإسحاق.
كانت هذه الرؤيا نصب عين يوسف آخذة بمجامع قلبه ، ولا يزال تنزع نفسه إلى حب ربه والتوله إليه على ما به من علو النفس وصفاء الروح والخصائص الحميدة ، وكان ذا جمال بديع يبهر القول ويدهش الألباب.
وكان يعقوب يحبه حبا شديدا لما يشاهد فيه من الجمال البديع ويتفرس فيه من صفاء السريرة ولا يفارقه ولا ساعة فثقل ذلك على إخوته الكبار واشتد حسدهم له حتى اجتمعوا وتآمروا في أمره فمن مشير على قتله ، ومن قائل : اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ، ثم اجتمع رأيهم على ما أشار به عليهم بعضهم وهو أن يلقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة وعقدوا على ذلك.