ولقد امتن الله سبحانه عليه وعلى أخيه في قوله : « وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ » الصافات : ١١٤ وسلم عليهما في قوله : « سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ » الصافات : ١٢٠.
وأثنى على موسى عليهالسلام بأجمل الثناء في قوله : « وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا » مريم : ٥٢ وقال : « وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً » الأحزاب : ٦٩ وقال : « وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً » النساء : ١٦٤.
وذكره في جملة من ذكرهم من الأنبياء في سورة الأنعام الآية ٨٤ ـ ٨٨ فأخبر أنهم كانوا محسنين صالحين وأنه فضلهم على العالمين واجتباهم وهداهم إلى صراط مستقيم. وذكره في جملة الأنبياء في سورة مريم ثم ذكر في الآية ٥٨ منها أنهم الذين أنعم الله عليهم.
فاجتمع بذلك له عليهالسلام معنى الإخلاص والتقريب والوجاهة والإحسان والصلاح والتفضيل والاجتباء والهداية والإنعام وقد مر البحث عن معاني هذه الصفات في مواضع تناسبها من هذا الكتاب وكذا البحث عن معنى النبوة والرسالة والتكليم.
وذكر الكتاب النازل عليه وهو التوراة فوصفها بأنها إمام ورحمة ( سورة الأحقاف : ١٢ ) وبأنها فرقان وضياء وذكر : ( الأنبياء : ٤٨ ) وبأن فيها هدى ونور : ( المائدة : ٤٤ ) وقال : « وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ » الأعراف : ١٤٥.
غير أنه تعالى ذكر في مواضع من كلامه أنهم حرفوها واختلفوا فيها. وقصة بخت نصر وفتحه فلسطين ثانيا وهدمه الهيكل وإحراقه التوراة وحشره اليهود إلى بابل سنة خمسمائة وثمان وثمانين قبل المسيح ثم فتح كورش الملك بابل سنة خمسمائة وثمان وثلاثين قبل المسيح وإذنه لليهود أن يرجعوا إلى فلسطين ثانيا وكتابة عزراء الكاهن التوراة لهم معروف في التواريخ وقد تقدمت الإشارة إليه في الجزء الثالث من الكتاب في قصص المسيح عليهالسلام.
٢ ـ قصص موسى عليهالسلام في القرآن : هو عليهالسلام أكثر الأنبياء ذكرا في