أما الأول : فهو ما جرت العادة عليه سابقا ولا يزال يكرر لاحقا من قبل المحتفلين بهذه المناسبة الكريمة ويتمثل بإعلان الزينة وتقديم التهنئة مع إقامة الاحتفال الخطابي لإلقاء الكلمات والقصائد المشتملة على المدح والاطراء لصاحب الذكرى ـ ثم ينتهي الاحتفال وينطوي زمانه من دون ان يترتب اي اثر عملي في سلوكنا بحيث يكون وضعنا العام والخاص ـ بعد الاحتفال على ما كان عليه قبله.
والاحتفال بهذا المقدار وبهذا الاسلوب وان كان ناقصا لا يفي بالغرض المطلوب والهدف المنشود من إقامة مثل هذه الاحتفالات الا انه يبقى افضل من العدم المطلق. ويظل المطلوب والمتوقع منا ونحن نعيش في ظل ثقافة عصرية شاملة وصحوة اسلامية مباركة ـ ان نطور هذا الاحتفال ونتجاوز به الاسلوب التقليدي الناقص الى الاسلوب العملي الكامل وهو الذي يتمثل بتعلم احكام الرسالة والعمل بقوانينها في مختلف مجالات حياتنا مع الدفاع عنها باللسان والقلم فكريا وبالسلاح المادي اذا لزم الامر عسكريا.
وأهم وسيلة للدفاع عن رسالتنا المقدسة وازالة العقبات من طريق انتشارها وانتصارها فكريا وماديا هي دراستها بوعي وعمق مع العمل بتعاليمها العادلة الكاملة وتطبيقها على الصعيد الخارجي تطبيقا مقترنا بالتجمل والاتصاف بما تحمله من مثُل سامية ومكارم عالية تتمثل بالسماح والانفتاح والعدالة والمساواة في كل المجالات ومع جميع الفئات والطبقات بلا فرق بين المسلمين وغيرهم وبهذا الاسلوب يتحقق الاحتفال العملي الحقيقي باعتبار ان الاحتفال معناه التقدير والاحترام