قال الله سبحانه : ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (١).
وقال تعالى : ( ظهر الفسادُ في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) (٢).
وحيث شاءت الحكمة الإلهية ان لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فعلى البشرية عامة والأمة الإسلامية خاصة أن تغير ما هي عليه فعلا من العقيدة الفاسدة الى العقيدة الصحيحة وتكملها بالاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة وذلك يقتضي بطبعه بمقتضى التقاء الارادة الإلهية التشريعية مع إرادته التكوينية ان يتحول المجتمع مما هو عليه من الشر والبؤس والشقاء بمعناه العام ـ الى الخير والسعادة والفضيلة ـ وفي التجربة الرائدة الناجحة التي مرت بها الامة في التاريخ يوم رجعت الى منهج السماء وطبقته بالايمان الصادق والعمل الصالح ـ اصدق شاهد على واقعية هذه الحقيقة الايمانية القرآنية التي اشار الله سبحانه اليها بقوله :
( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا اراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ) (٣).
والى ذلك اشرت بمقطوعة شعرية مخاطبا الإنسان الجاهلي ومبينا ما كان عليه قبل الاسلام وما تحول اليه بعده من التقدم والازدهار في
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآية : ٩٦.
(٢) سورة الروم ، الآية : ٤١.
(٣) سورة الرعد ، الآية : ١١.