وعمله ـ بينما العابد لا ينفع إلا نفسه ـ وقيمة كل عمل تكون بقدر ما يترتب عليه من آثار إيجابية وخدمات إنسانية ويستفاد ذلك بوضوح من الحديث المشهور القائل :
« الخلق عيال الله واحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ».
وأما الموقف العلاجي الذي وقفه الإسلام من مشكلة الفقر ومرضه المؤلم فقد تمثل بما فرضه الله سبحانه من الحق المعلوم في اموال الاغنياء للسائل والمحروم بواسطة فريضتي الزكاة والخمس مضافاً الى حثه على القيام بأفضل المستحبات وهو التصدق على الفقراء والمساكين الذين عاكستهم ظروفهم وفرضت الحاجة والفقر عليهم إما للعجز عن الكسب والعمل او لعدم توفره لهم ليحصلوا به على ما هم مضطرون له ومحتاجون اليه من النفقات الضرورية لهم ولمن يتعلق بهم.
والروايات الحاثة على التصدق كثيرة.
منها : ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله : « تصدقوا ولو بتمرة فإنها تسد من الجائع وتطفئ من الخطيئة كما يطفئ الماء النار ».
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « صدقة البر تطفيء غضب الرب عز وجل ».
وروي عن الإمام الباقر قوله عليهالسلام : البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ويدفعان عن صاحبهما سبعين ميتة سوء.
كما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام قوله : داووا مرضاكم بالصدقة وادفعوا البلاء بالدعاء واستنزلوا الرزق بالصدقة إلخ.
وقد سمت روح فضيلة التصدق عند البعض من المؤمنين حتى بلغت درجة الإيثار وتقديم الآخرين المحتاجين على النفس ومن يتصل بها برابطة القرابة الوثيقة.