زلفى كما اعتبر العامل افضل من العابد الذي يتفرغ للعبادة المستحبة كالصلاة والصوم وذلك لان العامل ينفع بعمله وهو نوع من العبادة ، نفسه وغيره ـ بينما لا ينفع العابد سوى نفسه وقيمة كل عمل في الميزان الاخروي بقدر ما يترتب عليه من النفع المشروع للآخرين لذلك ورد الحديث المشهور لبيان هذا المعنى ومضمونه : الخلق عيال الله واحبهم اليه انفعهم لعياله ، والآيات والروايات الواردة في هذا المجال عديدة ، من الاولى قوله تعالى :
( هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فأمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) (١).
وقوله تعالى :
( وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ) (٢).
ومن الروايات ما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله :
« ليس منا من ترك آخرته لدنياه ولا من ترك دنياه لآخرته » وما روي عن الإمامين علي وولده الحسن عليهمالسلام من قولهما : « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ».
كل ذلك من أجل ان يعيش المجتمع المسلم بعزة وقوة وحرية واستقلال لا يخضع إلا لله سبحانه ولا يذل بين يدي الله تعالى باعتبار ان القوة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي يجعل الإنسان فردا ومجتمعا ـ يعيش مع الآخرين على اساس الاستقلال والطرف المقابل الذي يتعامل مع غيره
__________________
(١) سورة الملك ، الآية : ١٥.
(٢) سورة القصص ، الآية : ٧٧.