على اساس التكامل والتعاون على تحقيق المصلحة المشتركة لا على اساس الاحتياج والتبعية المنافية لكرامة الاسلام وعزة الإيمان وحرية الإنسان التي أرادها الله له عندما أمره بعبادته وحده لا شريك له ـ لانه سبحانه لم يرد بذلك الا تحرير عبده المؤمن من كل انواع العبودية والخضوع لغيره لذلك فرض عليه ان يكرر في صلاته اكثر من مرة في كل يوم قوله تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعينُ ) (١).
لان تقديم الكاف المفعول على فعله ـ يفيد حصر العبادة بالله وقصر الاستعانة عليه تعالى.
ومن المعلوم ان المجتمع الاسلامي لا يكون بمجموعه عزيزا ومكتفيا الا اذا كان كل افراده كذلك كما اراد الله له ان يكون.
لذلك وصفه الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وشبهه بالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، وتداعي سائر الاعضاء كناية عن تأثرهم نفسيا بالحالة الطارئة على احد اعضاء هذا الجسد وهذا بطبيعته يقتضي ان تتحرك الاعضاء المتداعية المتفاعلة ـ في سبيل إزالة تلك الحالة الطارئة عن ذلك العضو ليسلم منها ويسلم الباقي من الاعضاء مما حصل له نتيجة التفاعل والانفعال بتلك الحالة.
دعوة الإسلام الى البذل والتكافل الاجتماعي :
وبذلك تدرك فلسفة تشريع الفرائض المالية كالزكاة والخمس والكفارات ورد المظالم ونحوها مضافاً الى الحث المؤكد على التصدق وكفالة الايتام مع الحث على البذل والعطاء والكرم والسخاء بصورة
__________________
(١) سورة الفاتحة ، الآية : ٥.