عامة وقد تقدم الحديث عن ذلك في الخطبة الرابعة عشرة بصورة مفصلة.
ويأتي في هذا السياق الحديث المشهور عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ليس منا من بات شبعان وجاره جائع » ، لقد كان للقيام بهذه الفريضة المالية مع الصدقة المستحبة ـ دور طليعي بارز في إشاعة الغنى والاكتفاء الذاتي بين افراد المجتمع الاسلامي كما حصل في التاريخ الذي يحدثنا عن مضمون رسالة قدمها احد ولاة بعض الخلفاء يقوله له فيها : لقد أغنت الزكاة القطر الذي أنا فيه ولم يبق فيه أحد محتاج لها فماذا اصنع بها.
أجل : هذا ما صنعه التكافل الاسلامي والتضامن الاجتماعي في الاسلام سابقا ـ وما امس حاجتنا لان نعود اليه في عصرنا الحاضر ليعود لنا استقلالنا وترجع قوتنا التي تمكننا من التحرر وتقرير المصير بعزة وكرامة واكتفاء بثرواتنا الطبيعية التي اودعها الله سبحانه في بلادنا وطلب منا ان نعتمد على أنفسنا ونتعاون على البر والتقوى باستثمار طاقتنا التي نحصل بها الاستغناء عن الآخرين ويصبحوا محتاجين لنا بدل ان نبقى محتاجين لهم ومأسورين بهذا الاحتياج لإرادتهم ـ كما قال الإمام علي عليهالسلام : « احتج الى من شئت تكن أسيره ».
لاتحرر ولاعزة وقوة للأمة الا بالعودة الى الرسالة :
وهذا الاسر هو الذي دفع بحكامنا لان يوافقوا على مصالحة اسرائيل وتوقيع وثيقة السلم معها والبعض منهم سارع الى ذلك ومهد السبيل لغيره وسوف تبقى الامة على هذا الاسر وذلك الضعف وتلك الحاجة والتبعية ما دامت بعيدة عن مصدر تحررها وقوتها واستقلالها وهو الاسلام الذي جعل منها في التاريخ خير امة أخرجت للناس بعد ان