لا يتحقق بمجرد السجود والخضوع الجسمي وإنما يتحقق في مرتبة سابقة على ذلك بالخضوع الفكري والقلبي لارادة الله سبحانه.
فالانسان عندما يتفكر في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار من اجل ان يتوصل بتفكره في الايات الكونية المنتشرة في صفحات هذا الكون وهو الكتاب التكويني الفسيح مع تدبره في آيات الكتاب التشريعي الفصيح من اجل ان يتوصل بهذا التفكر والتدبر الى الايمان الجازم بوجود الخالق ووحدانيته وعدله وضرورة ارساله الانبياء وتعيينه الاوصياء وحشره للناس غدا يوم الجزاء ـ فهو بذلك يكون قد سجد لله بعقله وخضع بقلبه لإرادة الله سبحانه حيث اراد منه هذا التفكر ليتوصل به الى تحصيل الايمان بالعقائد الصحيحة المذكورة المعبر عنها بأصول الدين الخمسة وهذا السجود الباطني المتمثل بخضوع العقل بالتفكير والقلب بالايمان والاعتقاد الجازم لا يتم الا بالخضوع العملي الخارجي والقيام بما يوجبه ذلك الايمان على صاحبه من السير على خط التقوى ومنهج العبودية لله سبحانه في كل التصرفات الخارجية التي تصدر منه بإرادته في هذه الحياة وهذا هو روح العبادة بمعناها العام التي خلق الله سبحانه الجن والإنس لأجلها.
درس تربوي من سجوده عليهالسلام عند زوال ضرر او دفع كيد ظالم :
ومن جملة الاسباب التي كانت تدعو الإمام للسجود هو دفع ضرر او كيد ظالم عنه وذلك لعلم الامام عليهالسلام بأن الله سبحانه هو سبب الاسباب ورب الارباب وانه لا يحصل لإنسان نفع ولا يندفع عنه ضرر او كيد ظالم الا بتوفيقه وتقديره.
وأما الرسائل التي يوفرها الإنسان لنفسه او يوفرها غيره له من أجل