للعالمين ، ولذلك يأمرهم وجوبا او استحبابا بكل ما ينشر المحبة بينهم نظرا لما يترتب عليها من المنافع الكثيرة في مختلف المجالات ونهاهم تحريما او على وجه الكراهة ـ عن كل ما يوجب العداوة والبغضاء بسبب ما يترتب عليها من الاضرار والاخطار المادية والمعنوية الفردية والاجتماعية في الدنيا والآخرة.
وفيما يلي أمثلة ونماذج من الامور التي دعا الإسلام اليها وحث عليها نظرا لما يترتب عليها من الفوائد العظيمة والمنافع الجسيمة في الدنيا والآخرة ـ وبعد ذلك اذكر نماذج من الامور التي نهى الاسلام عنها وحذر منها لما يترتب عليها من الاضرار والاخطار في كلتا الدارين.
دعوة الإسلام الى كل مايوجب التحابب والتعاون :
من جملة ما حث الإسلام عليه ورغب فيه حسن الخلق والتراحم وحسن البشر قال الله سبحانه مادحا نبيه الاعظم بأفضل صفة واكمل خلق : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) (١).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : أول ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة ـ حسن خلقه ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الا اخبركم بأشبهكم بي؟ » قالوا بلى يا رسول الله ، قال « أحسنكم أخلاقا والينكم كنفا وأبركم بقرابته واشدكم حبا لإخوانه في دينه واصبركم على الحق واكظمكم للغيظ واحسنكم عفوا واشدكم من نفسه انصافا في الرضا والغضب ».
وروي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم في التراحم والتعاطف بين افراد المجتمع قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يدخل الجنة الا رحيم » فقال من بحضرته : كلنا رحيم يا
__________________
(١) سورة القلم ، الآية : ٤.