والسخرية والتجسس والتنابز بالالقاب ونحو ذلك من مسببات الخصومة والعداوة كما ورد النهي عن عدة امور تؤدي بطبعها الى ذلك في عدة رويات واردة عن أهل البيت عليهمالسلام من ذلك ما روي عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ».
واذا اصيب المجتمع بداء العداء لسبب ما ـ أتى دور الاصلاح ليكون الدواء المساعد على ازالة هذا العارض الخطير الذي يؤدي بطبعه الى الكثير من الاضرار الخطيرة في الدنيا والآخرة لذلك كان للإصلاح فضله واجره الكثير لانه يقوم بدورين عظيمين احدهما ازالة مرض العداوة والشحناء التي تؤدي بطبعها الى الكثير من المضاعفات السلبية.
والثاني : إعادة اللحمة ونشر المحبة والرحمة مكان العداوة والخصومة وقد مر ذكر بعض الايات والروايات المحرضة عليه والمرغبة فيه أظهرها قوله تعالى :
( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) (١).
شروط اساسية لنجاح مهمة الإصلاح :
وكما يشترط في كثير من الاحيان شروط معينة في استعمال الدواء المادي المعهود ليترتب عليه اثره المنشود كذلك يشترط في استعمال دواء الاصلاح شروط اساسية لها اثرها البليغ في تحقق العلاج المطلوب والشفاء المرغوب وهي عديدة ، اهمها صلاح الشخص او الجماعة التي تريد ان تقوم بدور الاصلاح بمعنى استقامتها في طريق الشرع بفعل
__________________
(١) سورة الحجرات ، الآية : ١٠.