المشروع سواء كان جلب محبوب ام دفع مكروه بعد ايجاد الوسائل العادية والاسباب المادية التي جرت العادة على التوصل بها الى الهدف المقصود.
بيان حقيقة التوكل في الإسلام :
وذلك لعلم الانسان المؤمن المتوكل على الله سبحانه بأن الاسباب وحدها غير كافية لإيصاله الى مطلوبه ما لم تباركها الارادة السماوية والعناية الإلهية وعلى هذا يكون التوكل متقوما بمجموع أمرين :
الأول : عمل خارجي يتمثل بإعداد السبب الخارجي العادي المادي.
والثاني : معنوي باطني يتمثل بالاعتماد على الله سبحانه في نجاح سعيه وحصول مراده ـ وبعد توفر هذين الامرين تكون النتيجة الحاصلة في النهاية راجعة الى إرادة الله سبحانه وحكمته فإذا أراد للسبب ان يؤثر وللسعي ان ينجح حصل المراد وقابل المؤمن المتوكل ذلك بالشكر قائلا بلسان الحال او المقال : ( هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم اكفر ) (١).
ولا يكرر ما قاله قارون : ( إنما أُوتيته على علم عندي ) (٢).
وإذا لم يرد الله سبحانه نجاح السعي وحصول المطلوب المعجل للإنسان المتوكل ـ بقي كل شيء على حاله ورضي بما قدره الله له قائلا بلسان الحال او المقال ما قاله الامام عليهالسلام في الدعاء :
ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور. وبما
__________________
(١) سورة النمل ، الآية : ٤٠.
(٢) سورة القصص ، الآية : ٧٨.