( وهزي إليكِ بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) (١).
والى ذلك اشار الشاعر بقوله :
ألم تر أن الله قال لمــــريم |
|
وهزي اليك الجذع يساقط الرطب |
ولو شاء أن تجنيه من غير هزه |
|
جنته ولكن كل شيء له ســبب |
العناية الإلهية قد تساعد على حصول السبب بدون الأسباب العادية :
هذا كله بلحاظ الوضع العام للمتوكل وهو إعداد العامل الخارجي وضمه الى العامل الباطني وهو الانقطاع الى الله سبحانه والاعتماد عليه لإنجاح السعي وترتب المسبب على سعيه العادي وقد يطرأ على هذا الوضع العام بعض الاستثناءات في الموارد التي تقتضي الإرادة الإلهية والرحمة السماوية حصول المطلوب للمؤمن المتوكل على الله بدون اعداده السبب العادي لذلك الامر المطلوب له ـ اما لخروجه عن نطاق قدرته كما في قصة النبي زكريا الذي رزقه الله ولده يحيى رغم الشيخوخة الحاصلة له ولزوجته ـ وهي مانع طبيعي من الانجاب ومن المعلوم ان إزالتها والعودة الى العمر الذي يساعد على ذلك غير مقدور لزكريا وزوجته ـ ولذلك اكتفى الله سبحانه بحصول العنصر الثاني الباطني منهما وهو الانقطاع له واللجوء اليه بالتضرع والدعاء.
وتشبه قصة النبي زكريا قصة اخرى حصلت لبعض المؤمنين الصالحين العابدين المتوكلين وابنته الطفلة العاقلة التي ارتفعت بنضج عقلها وذكائها الى مستوى المؤمنين الكبار وتحقق التشابه بين هاتين القصتين بلحاظ الجزء الاول من قصة هذا العابد وطفلته ـ حيث ان الله
__________________
(١) سورة مريم ، الآية : ٢٥.