سبحانه استجاب دعاءها وحقق لها مطلوبها ورجاءها بمجرد الدعاء والانقطاع اليه لعدم قدرتها وهي في حالة الطفولة البريئة الضعيفة على ايجاد سبب من اسباب الرزق كما كان زكريا وزوجته عاجزين عن توفير السبب الطبيعي للإنجاب.
قصة فيها درس في التوكل وعبره :
وقد تقتضي الرحمة الإلهية حصول المطلوب للمؤمن المتوكل لمجرد الانقطاع والتوكل مع تمكنه من القيام بدور ايجابي بأي نحو من انحاء السعي نحو الهدف المطلوب وذلك فيما اذا كان هذا المؤمن مشغولا بعمل محبوب لله سبحانه وبدرجة عالية من المحبوبية تقتضي ان يحقق له مطلوبه ولو بدون السعي واعداد السبب الممكن له ولو بدرجة من درجاته وهذا يتجلى بوضوح في الجزء الثاني من قصة ذلك العابد وهو ما يتعلق به ويرجع اليه من هذه القصة.
وحاصلها ان شخصا مؤمنا عابداً زاهداٌ يدعى حاتم الاصم عزم على الذهاب الى مكة لتأدية فريضة الحج المقدسة رغم فقره وعدم توفر ما يحتاج اليه من النفقة لنفسه ولافراد اسرته لذلك عارضوه ولم يوافقوه على رأيه باستثناء طفلة له كانت انضجهم عقلاً وأقواهم إيمانا وثقة بالله سبحانه لذلك وافقت على سفره في هذا السبيل وقالت لبقية أفراد العائلة :
ماذا عليكم لو أذنتم له ولا يهمكم ذلك دعوه يذهب حيث يشاء فإنه مناول للرزق وليس برازق فاقتنعوا بقولها ووافقوا على سفره وانطلق في سبيل غايته ولكنهم ندموا على موافقتهم وسماحهم له بذلك واخذوا يوجهون اللوم الى تلك الطفلة لانها كانت السبب في سفره وهم بأمس الحاجة اليه ولم يكن منها سوى التضرع لله سبحانه بالدعاء قائلة :