يكلنا الى أحد طرفة عين ـ اللهم انظر الى أبينا وبره بأحسن التدبير.
قصة وعبرة تقوي العقيدة :
هذا حاصل ما كان من امر عيال حاتم هذا ـ واما ما كان من أمره فهو عندما خرج في طريقه الى الحج ولحق بالقوم توجع أمير الركب فطلبوا له طبيباً فلم يجدوا فقال : هل من عبد صالح؟ فدل على حاتم فلما دخل عليه وكلمه ودعا له عوفي في وقته فأمر له بما يركب وما يأكل وما يشرب فنام تلك الليلة مفكرا في أمر عياله واكثر الثناء على الله سبحانه ـ ولما قضى حجه ورجع تلقته اولاده وعانق الصبية الصغيرة وبكى ثم قال :
صغار قوم كبار قوم آخرين إن الله لا ينظر الى اكبركم ولكن ينظر الى اعرفكم به فعليكم بمعرفته والاتكال عليه فإنه من توكل على الله فهو حسبه.
قد لاحظنا مدى العناية الإلهية التي ادركت هذه العائلة ومعيلها فجعلت لهم مخرجا مما كانوا عليه من الحاجة والفقر ورزقتهم من حيث لا يحتسبون نتيجة انقطاع والد هذه العائلة وصغيرته وتوكلهما عليه سبحانه من دون ان يحصل اي سعي وتحرك ايجابي في طريق تحصيل الرزق ـ وكان هذا لخصوصية اقتضت هذه العناية الإلهية الفائقة ـ وهي ما اشرت إليه قبل نقل هذه القصة من عجر الصغيرة عن السعي لذلك لا تكلف به كما هو الوضع العام في ظل الاحوال العادية للإنسان ـ وكذلك رزق والدها لتوجهه في طريق أمر محبوب لله وهو زيارة بيته الحرام لذلك قدم له هدية وجائزة تكريمية حيث هيأ له السبب الذي انتج الرزق والمساعدة له من حيث لا يحتسب.