فباعتبار دفعها المكلف لتطهير المال من الحرام ومنعها له من اكتسابه من المصدر الحرام وبذلك يكون هذا المال طاهرا وحلالا فيكون الولد المتولد من النطفة المتكونة من الدم الناشىء من الغذاء الحلال ـ ولد حلال ولا يكون ابن حرام متولدا من العلاقة غير الشرعية او من الغذاء الحرام لان الصلاة الصادرة من المؤمن الواعي لاهدافها والمحقق لغاياتها تمنع المصلي من كل نوع من انواع الحرام بمقتضى نهيها وانتهاء المصلي بها عن الفحشاء والمنكر كما سبق.
وهذا بخلاف الشخص الذي يترك الصلاة ويقطع صلته بالله سبحانه ليطلق لنفسه الامارة بالسوء ـ العنان في ميدان الاهواء فلا يلتزم بفعل واجب ولا ترك حرام ـ فقد تكون علاقته الجنسية غير شرعية ولو كانت شرعية ولكنه لا يتورع عن تناول الغذاء الحرام او المشتمل على الحرام ـ وتكون النتيجة ما ذكرناه من تولد ولده بالطريق غير الشرعي او من الغذاء الحرام وكلا السببين يؤديان الى نتيجة سلبية بالنسبة الى هذا الولد حيث يكون ميله الى الشر اقوى من ميله الى الخير ويسبب ذلك صعوبة في تربيته بالنسبة الى من يشرف عليها ويتحمل مسؤوليتها كما يصعب عليه نفسه ان يسيطر عليها ويسير بها في درب التقوى والاستقامة ـ ولهذا ورد في حق ابن الزنا ـ انه لا ينجب الا من رحمه الله وادركته العناية الإلهية وهيأت له من يجاهد في سبيل تربيته والسير به في درب الخير والفضلية والنجابة.
والصوم ايضا حمام روحي آخر يطهر النفس من أدناس الذنوب والمعاصي بماء التقوى باعتبارها الغاية الاساسية المقصودة منه والفائدة الكبيرة المترتبة عليه لقوله تعالى :