بقوله عليهالسلام : فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً الى ان يقول في آخر كلامه : فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه الا بعون الله وتوفيقه.
فقد بين الإمام عليهالسلام بكلامه هذا ان من حق الأم على ولدها ان يعرف فضلها ويعترف بحقها عليه ثم يشكرها على هذا الفضل بالبر والإحسان والإطاعة في غير معصية الله تعالى.
وحق أبيك ان تعلم انه اصلك وانه لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم ان أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله.
ومقصود الإمام عليهالسلام من بيان حق الأب على الولد بالأسلوب المذكور هو ان يندفع بعامل الدين والاخلاق والإنسانية لمكافأة أبيه على إحسانه بالبر والاحسان والعطف والحنان والاطاعة في غير معصية الله سبحانه وفي غير ما يوجب له الضرر او العسر والحرج ـ ونفس الشيء يقال بالنسبة الى الأم كما سبق.
وبين الإمام عليهالسلام حق الولد على والده بقوله : وحق ولدك ان تعلم انه منك ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وانك مسؤول عما وليته من حسن الادب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته فاعمل في امره عمل من يعلم انه مثاب على الإحسان اليه معاقب على الاساءة اليه.
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله في هذا المجال : حق الولد على والده أن يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويضعه موضعاً صالحاً.