وقد نبه الله سبحانه على ذلك بالعديد من آيات كتابه الكريم كما نبه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليها بالكثير من روايات سنته المطهرة وروي عن الإمام علي عليهالسلام ما يلتقي معه بالمضمون والمحتوى لأنهما نفس واحدة تنهل من منبع واحد.
من جملة ما ذكره الله سبحانه في مقام بيان عظمة الشهادة والشهداء قوله تعالى : ( * إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التورات والإنجيل والقران ) (١).
ولا بد لنا من وقفة قصيرة أمام محتوى هذه الآية المباركة لنعرف الوجه في دلالتها على اهمية الجهاد والاستشهاد.
فأقول : قد بين الله سبحانه بهذه الآية الكريمة أنه وقع بينه وبين عباده المؤمنين عقدُ بيع وشراء تتوفر فيه كل العناصر الاساسية التي يجب ان تتوفر في عقد البيع وهي اربعة البائع والمشتري والثمن والمثمن ، والبائع في هذا العقد السماوي والتجارة الرابحة هو المؤمنون والمشتري هو الله سبحانه والمثمن هو الانفس والاموال والثمن هو الجنة ـ وقد شاءت الحكمة الإلهية ان يضم الله سبحانه الى تلك الاركان الاساسية المحققة لطبيعة عقد البيع ما جرت العادة على حصوله بين المتعاقدين من سند للعقد يثبت حصوله ويؤكد تحقيقه بينهما وهو ما صرح به تعالى بقوله : ( وعداً عليه حقاً في التورات والإنجيل والقران ) (٢).
وهنا آية (٣) أخرى تلتقي مع الآية المذكورة بالمحتوى والمضمون
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية : ١١١.
(٢) سورة التوبة ، الآية : ١١١.
(٣) عبرت بكلمة أية عن الآيتين ١٠ و ١١ ـ لأنهما بمنزلة الآية الواحدة ..