( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيثُ لا يحتسبُ ) (١).
وقد اعطانا الامام علي عليهالسلام درساً رائعاً في الإخلاص لله في القصد والنية ـ وذلك في معركة الاحزاب يوم برز الايمان كله ممثلاً بشخصه الكريم الى الشرك كله ممثلاً بشخص عمرو عندما اراد علي هذا قطع رأسه بعد ان رد على ضربته الفاشلة بضربة إيمانية قاتلة ـ وفي هذه اللحظة الحاسمة شتمه عمرو فقام عن صدره واخذ يتمشى قليلاً ثم عاد اليه وقطع رأس الشرك منه وانطلق به نحو المسلمين وعندما سألوه عن سبب تأخره عن قطع رأسه أجابهم بقوله :
عندما شتمني غضبت فتوقفت عن قطع رأسه في حالة غضبي وانتظرت حتى زالت هذه الحالة مني ليكون قطعي رأسه خالصا لوجه الله سبحانه ولا يكون لحالة الغضب والانفعال الذاتي دخل في ذلك.
قوة الإيمان والإخلاص في النية مصدر النصرة :
ومن المعلوم ان هذه البطولة في الصدق والاخلاص لله سبحانه هي التي سددت هذه الضربة وسببت نصرة الاسلام وهزيمة أعدائه اللئام وحيث كانت السبب لبقاء هذا الدين العظيم عبر التاريخ منطلقاً لعبادة الله سبحانه بكل عمل يصدر من صاحبه على ضوء توجيهاته القيمة ـ اعتبرها الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم معادلة لعبادة الثقلين الى يوم القيامة.
وذلك لان حقيقة العبادة لله سبحانه تتمثل بتطبيق منهج الدين الذي انزله سبحانه ليكون نظام حياة ودستور عبادة وخضوع لإرادته في كل التصرفات الأختيارية التي يمارسها الانسان المكلف على صعيد هذه
__________________
(١) سورة الطلاق ، الآيتان : ٢ و ٣.