بحيث يصح ان يقال في حقه إنه القرآن الناطق والاسلام المتحرك على صعيد الحياة وعرفنا ايضا على ضوء ما تقدم ان الاحتفال بمعناه اللغوي يراد به الاحترام والاهتمام ، ندرك جيدا على ضوء ذلك كله ان الاحتفال الحقيقي والاحترام الواقعي لا يكون بالاحتفال بأسلوبه التقليدي المتعارف وإنما يكون بالاقتداء والمتابعة ليكون كل واحد منا صورة مصغرة عن كل واحد منهم بصورة عامة وفي حياة جدهم الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بصورة خاصة هي صفة الصدق والامانة ، فإن الاحتفاء بهم والاحترام لهم حقيقة وواقعا يكون بالاتصاف بهذه الصفة بكلا عنوانيها المتلازمين ليصبحا بحكم الصفة الواحدة وبذلك ندرك ان كل شخص يحقق في نفسه صفة الصدق في العقيدة إيماناً وفي الشريعة التزاما وفي السلوك استقامة وتقوى.
ويضم الى ذلك بطبيعة حاله الإيمانية ان يكون امينا على نفسه وعلى كل واحد من افراد اسرته الواقعين تحت رعايته ورحمته وعلى كل ما يعتبر امانة لديه سواء كانت امانة مالكية او شرعية مادية او معنوية.
أجل : إن كل شخص يكون هكذا يكون محتفلا واقعا وفي كل زمان ومكان بكل شخصية رسالية تأثر بها فكريا وعاطفيا واقتدى بها في حياته عمليا وهذا النوع من الاحتفال هو الذي يطلب منا القيام به ليتحقق الهدف الاساسي من الاحتفال الذي يباركه الله سبحانه ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنون ويرونه بعين الرضا والقبول حيث يكون من اوضح مصاديق العمل الصالح الذي طلب من رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يأمرنا به بقوله تعالى :
( وقل اعملوا فسيرى اللهُ عملكم ورسوله والمؤمنون ) (١).
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية : ١٠٥.