صلىاللهعليهوآله قال : هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن.
أقول : والروايات الثلاث الأخيرة من قبيل الجري والانطباق.
( كلام في الملائكة )
تكرر ذكر الملائكة في القرآن الكريم ولم يذكر منهم بالتسمية إلا جبريل وميكال وما عداهما مذكور بالوصف كملك الموت والكرام الكاتبين والسفرة الكرام البررة والرقيب والعتيد وغير ذلك.
والذي ذكره الله سبحانه في كلامه ـ وتشايعه الأحاديث السابقة ـ من صفاتهم وأعمالهم هو أولا : أنهم موجودات مكرمون هم وسائط بينه تعالى وبين العالم المشهود فما من حادثة أو واقعة صغيرة أو كبيرة إلا وللملائكة فيها شأن وعليها ملك موكل أو ملائكة موكلون بحسب ما فيها من الجهة أو الجهات وليس لهم في ذلك شأن إلا إجراء الأمر الإلهي في مجراه أو تقريره في مستقره كما قال تعالى « لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ » الأنبياء : ـ ٢٧.
وثانيا : أنهم لا يعصون الله فيما أمرهم به فليست لهم نفسية مستقلة ذات إرادة مستقلة تريد شيئا غير ما أراد الله سبحانه فلا يستقلون بعمل ولا يغيرون أمرا حملهم الله إياه بتحريف أو زيادة أو نقصان قال تعالى : « لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ » التحريم : ـ ٦.
وثالثا : أن الملائكة على كثرتهم على مراتب مختلفة علوا ودنوا فبعضهم فوق بعض وبعضهم دون بعض فمنهم آمر مطاع ومنهم مأمور مطيع لأمره ، والآمر منهم آمر بأمر الله حامل له إلى المأمور والمأمور مأمور بأمر الله مطيع له ، فليس لهم من أنفسهم شيء البتة قال تعالى : « وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ » الصافات : ـ ١٦٤ وقال : « مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ » التكوير : ـ ٢١ ، وقال : « قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ » سبأ : ـ ٢٣.
ورابعا : أنهم غير مغلوبين لأنهم إنما يعملون بأمر الله وإرادته « وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ » فاطر : ـ ٤٤ ، وقد قال الله : « وَاللهُ غالِبٌ عَلى