وقيل : المراد بالخير المال الكثير وقد استعمل بهذا المعنى في مواضع من كلامه تعالى كقوله : « إِنْ تَرَكَ خَيْراً » البقرة : ـ ١٨٠.
وقوله : « إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي » قالوا : إن « أَحْبَبْتُ » مضمن معنى الإيثار و « عَنْ » بمعنى على ، والمراد إني آثرت حب الخيل على ذكر ربي وهو الصلاة محبا إياه أو أحببت الخيل حبا مؤثرا إياه على ذكر ربي ـ فاشتغلت بما عرض علي من الخيل عن الصلاة حتى غربت الشمس.
وقوله : « حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ » الضمير على ما قالوا للشمس والمراد بتواريها بالحجاب غروبها واستتارها تحت حجاب الأفق ، ويؤيد هذا المعنى ذكر العشي في الآية السابقة إذ لو لا ذلك لم يكن غرض ظاهر يترتب على ذكر العشي.
فمحصل معنى الآية أني شغلني حب الخيل ـ حين عرض الخيل علي ـ عن الصلاة حتى فات وقتها بغروب الشمس ، وإنما كان يحب الخيل في الله ليتهيأ به للجهاد في سبيل الله فكان الحضور للعرض عبادة منه فشغلته عبادة عن عبادة غير أنه يعد الصلاة أهم.
وقيل : ضمير « تَوارَتْ » للخيل وذلك أنه أمر بإجراء الخيل فشغله النظر في جريها حتى غابت عن نظره وتوارت بحجاب البعد ، وقد تقدم أن ذكر العشي يؤيد المعنى السابق ولا دليل على ما ذكره من حديث الأمر بالجري من لفظ الآية.
قوله تعالى : « رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ » قيل : الضمير في « رُدُّوها » للشمس وهو أمر منه للملائكة برد الشمس ليصلي صلاته في وقتها ، وقوله : « فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ » أي شرع يمسح ساقيه وعنقه ويأمر أصحابه أن يمسحوا سوقهم وأعناقهم وكان ذلك وضوءهم ثم صلى وصلوا ، وقد ورد ذلك في بعض الروايات عن أئمة أهل البيت عليهالسلام.
وقيل : الضمير للخيل والمعنى قال : ردوا الخيل فلما ردت. شرع يمسح مسحا بسوقها وأعناقها ويجعلها مسبلة في سبيل الله جزاء ما اشتغل بها عن الصلاة.
وقيل : الضمير للخيل والمراد بمسح أعناق الخيل وسوقها ضربها بالسيف وقطعها والمسح القطع فهو عليهالسلام غضب عليها في الله لما شغلته عن ذكر الله فأمر بردها ثم ضرب بالسيف أعناقها وسوقها فقتلها جميعا.