سماء إلى أهلها من الملائكة الأمر الإلهي. المنسوب إلى تلك السماء المتعلق بها ، وأما كون اليومين المذكورين في الآية ظرفا لهذا الوحي كما هما ظرف لخلق السماوات سبعا فلا دليل عليه من لفظ الآية.
قوله تعالى : « وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ » توصيف هذه السماء بالدنيا للدلالة على أنها أقرب السماوات من الأرض وهي طباق بعضها فوق بعض كما قال : « خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً » الملك : ـ ٣.
والظاهر من معنى تزيينها بمصابيح وهي الكواكب كما قال : « إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ » الصافات : ـ ٦ أن الكواكب في السماء الدنيا أو دونها كالقناديل المعلقة ولو كانت متفرقة في جميع السماوات من غير حجب بعضها بعضا لكون السماوات شفافة كما قيل كانت زينة لجميعها ولم تختص الزينة ببعضها كما يفيده السياق فلا وجه لقول القائل : إنها في الجميع لكن لكونها ترى متلألئة على السماء الدنيا عدت زينة لها.
وأما قوله : « أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً » نوح : ـ ١٦ فهو بالنسبة إلينا معاشر المستضيئين بالليل والنهار كقوله : « وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً » النبأ : ـ ١٣.
وقوله : « وَحِفْظاً » أي وحفظناها من الشياطين حفظا كما قال : « وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ » الحجر : ـ ١٨.
وقوله : « ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ » إشارة إلى ما تقدم من النظم والترتيب.
( كلام فيه تتميم )
قد تحصل مما تقدم :
أولا : أن المستفاد من ظاهر الآيات الكريمة ـ وليست بنص ـ أن السماء الدنيا من هذه السبع هي عالم النجوم والكواكب فوقنا.
وثانيا : أن هذه السماوات السبع المذكورة جميعا من الخلق الجسماني فكأنها طبقات