به المغفرة والرحمة من عنده وهو أن يشرع لهم دينا يهتدون به إلى سعادتهم من طريق الوحي والتكليم.
قيل : وفي قوله : « أَلا إِنَّ اللهَ » إلخ إشارة إلى قبول استغفار الملائكة وأنه سبحانه يزيدهم على ما طلبوه من المغفرة رحمة.
قوله تعالى : « وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ » لما استفيد من الآيات السابقة أن الله تعالى هو الولي لعباده لا ولي غيره وهو يتولى أمر من في الأرض منهم بتشريع دين لهم يرتضيه من طريق الوحي إلى أنبيائه على ما يقتضيه أسماؤه الحسنى وصفاته العليا ، ولازم ذلك أن لا يتخذ عباده أولياء من دونه ، أشار في هذه الآية إلى حال من اتخذ من دونه أولياء باتخاذهم شركاء له في الربوبية والألوهية فذكر أنه ليس بغافل عما يعملون وأن أعمالهم محفوظة عليهم سيؤاخذون بها ، وليس على النبي صلىاللهعليهوآله إلا البلاغ من غير أن يكون وكيلا عليهم مسئولا عن أعمالهم.
فقوله : « اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ » أي يحفظ عليهم شركهم وما يتفرع عليه من الأعمال السيئة.
وقوله : « وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ » أي مفوضا إليك أعمالهم حتى تصلحها لهم بهدايتهم إلى الحق ، والكلام لا يخلو من نوع من التسلية للنبي صلىاللهعليهوآله.
بحث روائي
في الدر المنثور ، أخرج ابن إسحاق والبخاري في تاريخه وابن جرير بسند ضعيف عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن رباب قال : مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وهو يتلو فاتحة سورة البقرة « الم ذلِكَ الْكِتابُ » فأتاه أخوه حيي بن أخطب في رجال من اليهود ـ فقال : تعلمون؟ والله لقد سمعت محمدا ـ يتلو فيما أنزل عليه « الم ذلِكَ الْكِتابُ » فقالوا : أنت سمعته؟ قال نعم.
فمشى أولئك النفر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فقالوا : يا محمد ألم تذكر أنك تتلو فيما أنزل عليك « الم ذلِكَ الْكِتابُ »؟ قال : بلى. قالوا : قد جاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال : نعم. قالوا : لقد بعث الله قبلك أنبياء ـ ما نعلمه بين لنبي لهم ما مدة ملكه؟ وما أجل أمته غيرك.