الصادق الوعد ، فأما ( طه ) فاسم من أسماء النبي صلىاللهعليهوآله ومعناه يا طالب الحق الهادي إليه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى بل لتسعد به.
وأما ( طس ) فمعناه أنا الطالب السميع ، وأما ( طسم ) فمعناه أنا الطالب السميع المبدئ المعيد ، وأما ( يس ) فاسم من أسماء النبي صلىاللهعليهوآله ـ ومعناه يا أيها السامع للوحي والقرآن الحكيم ـ إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم.
وأما ( ص ) فعين تنبع من تحت العرش وهي التي توضأ منها النبي صلىاللهعليهوآله لما عرج به ويدخلها جبرئيل كل يوم دخلة فيغتمس فيها ثم يخرج منها فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبح الله ويقدسه ويكبره ويحمده إلى يوم القيامة.
وأما ( حم ) فمعناه الحميد المجيد ، وأما ( حم عسق ) فمعناه الحليم المثيب العالم ـ السميع القادر القوي ، وأما ( ق ) فهو الجبل المحيط بالأرض ـ وخضرة السماء منه ـ وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها ، وأما ( ن ) فهو نهر في الجنة ـ قال الله عز وجل اجمد فجمد فصار مدادا ـ ثم قال عز وجل للقلم : اكتب ـ فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان ـ وما هو كائن إلى يوم القيامة ـ فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور ـ واللوح لوح من نور.
قال سفيان : فقلت له : يا ابن رسول الله ـ بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان ـ وعلمني مما علمك الله ـ فقال : يا ابن سعيد لو لا أنك أهل للجواب ما أجبتك ـ فنون ملك يؤدي إلى القلم وهو ملك ، والقلم يؤدي إلى اللوح وهو ملك ، واللوح يؤدي إلى إسرافيل ، وإسرافيل يؤدي إلى ميكائيل ، وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل ، وجبرئيل يؤدي إلى الأنبياء والرسل صلىاللهعليهوآله. قال : ثم قال لي : قم يا سفيان فلا آمن عليك ..
أقول : ظاهر ما في الرواية من تفسير غالب الحروف المقطعة بأسماء الله الحسنى أنها حروف مأخوذة من الأسماء إما من أولها كالميم من الملك والمجيد والمقتر ، وإما من بين حروفها كاللام من الله والياء من الولي فتكون الحروف المقطعة إشارات على سبيل الرمز إلى أسماء الله تعالى ، وقد روي هذا المعنى من طرق أهل السنة عن ابن عباس والربيع بن أنس وغيرهما لكن لا يخفى عليك أن الرمز في الكلام إنما يصار إليه في الإفصاح عن الأمور التي لا يريد المتكلم أن يطلع عليه غير المخاطب بالخطاب فيرمز إليه